ایکنا

IQNA

حالة غضب في العراق بعد إساءة صحيفة سعودية للسيد السيستاني

9:32 - July 04, 2020
رمز الخبر: 3477208
بغداد ـ إکنا: ساد العراقَ غضب عارم بعد نشر صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية رسماً كاريكاتيرياً مسيئاً لشخص المرجع الديني الأعلى في العراق السيد علي السيستاني.

والعراق المثقل بالأزمات الفتنوية التي تسعى الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها لتأجيجها بشتى الطرق، شهد تفجر حالة غضب عارمة بعد استهداف أعلى مرجعية دينية في البلاد.

فصحيفة الشرق الاوسط السعودية نشرت رسماً مسيئاً لشخص آية الله السيد السيستاني، في تعد صارخ على الرموز الدينية في العراق والعالم الإسلامي.
 
وقد أعربت أوساط سياسية واجتماعية عراقية عن إدانتها لنشر الرسم المسيء للمرجع الديني السيد السيستاني، وأكدوا أن الصحيفة دأبت خلال السنوات الماضية على نشر مقالات واخبار تسيء للعراقيين الشيعة بشكل خاص.

ورأى عراقيون ان تمادي الاعلام السعودي في تطاوله على الشعب العراقي ورمزيته المرجعية العلمية الدينية الرشيدة من خلال توسله برسم كاريكاتوري مشين هابط المعنى والمحتوى جاء تغطية على مسعى الاميركان في تعنت البقاء في العراق رغم الراي القاطع لبرلمانه الممثل عن الشعب العراقي في خروج قوات الاحتلال من هذا البلد والاصرار الاميركي الغربي على الانتقاص من سيادته بالدوس على المطالب الشعبية المحقة.

كما جاء نشر الكاريكاتور المسيء لعموم الشعب العراقي في هذا الوقت ضمن مسعى جديد لحرف الانظار عن "الدور السعودي المخزي في التطبيع مع الاحتلال الصهيوني" وعن "انتشار اخبار محاكمة تركيا لابن سلمان وتابعيه غيابياً لضلوعهم في تنشير خاشقجي" وعن "التداعيات الاقتصادية التي تمر بها السعودية في الوقت الراهن التي لا يحسدها احد عليها اثر تعثرها الاقتصادي بفعل انخفاض اسعار النفط والضربات المهلكة لانصار الله التي طالت المنشآت النفطية الحيوية الاستراتيجية ومنها منشآت آرامكو النفطية".

في المقابل انتفض ناشطون عراقيون في السوشيال ميديا ومواقع التواصل للتعبير عن غضبهم رفضهم للسعودية واعلامها الهابط الفتنوي لما يمس السيادة العراقية ويمس المرجعية العلمية الدينية التي انقذت العراق ممن جندتهم ومولتهم السعودية وسلحتهم أميركا بتسديد صهيوني لا يخفى على عاقل، ونعني بذلك جماعة "داعش" الارهابية الوهابية، ضمن اجندة صهيواميركية لتدمير العراق وتقويض سيادته.

وطالب الناشطون بموقف صريح من الجهات العليا في العراق متمثلة بالرئاسات الثلاث ووزارات الثقافة والخارجية وهيئة الإعلام والإتصالات وجامعة الدول العربية وإتحاد الصحفيين العرب طالبوا بإتخاذ كافة الاجراءات القانونية والرادعة لكل من يحاول الاساءة الى المرجعية الدينية العليا التي تعّد صمام أمان العراق.

ويشار إلى أن تلك الإساءة من الصحيفة لم تكن الاولى بل سبقتها العديد من التجاوزات تجاه الرموز الوطنية في العراق وكذلك المرجعية الدينية من خلال نشر الاخبار المفبركة والشائعات والأكاذيب المستهجنة.
 
قيادات عراقية تدين التطاول على السيد السيستاني

وقال هادي العامري رئيس تحالف الفتح في العراق في بيان له، أمس الجمعة "مرة أخرى يتجاوز النظام الجاهل، نظام آل سعود، كل الخطوط الحمراء والقيم العليا للشعب العراقي بعد تطاوله المشين على مقام المرجعية الرشيدة  المتمثلة بالإمام علي السيستاني -دام ظله - عبر النافذة الصفراء، صحيفة الشرق الأوسط".

وأضاف العامري أن "هذا التطاول يُعد استخفافاً بمشاعر الملايين من السنّة والشيعة، والمسلمين والمسيحيين داخل العراق وخارجه، وكل من يعرف الدور الأبوي الكبير للإمام السيستاني في المحافظة على السيادة الوطنية وحرصه الكبير على الوحدة الوطنية، ودوره العظيم في حماية العراق من الإرهاب الداعشي"، مشيراً إلى أنه "لولا فتوى المرجعية الرشيدة لكان العراق في خبر كان".
حالة غضب في العراق بعد إساءة صحيفة سعودية للسيد السيستاني
وتابع البيان، أن "هذه الأعمال القبيحة خير دليل على وجود نهج خارجي ضال يحاول أن ينال من الدور الوطني والأبوي الذي دأبت عليه المرجعية الرشيدة في البلاد، وهو دليل آخر على تعمّد النظام السعودي الاستمرار بأجنداته المشبوهة، وحقده الدفين ومعاداته لكل من يسعى إلى الحفاظ على العراق وسيادته ودعم وحدته الوطنية".

ورأى البيان أن "هذا الفعل القبيح يضاف إلى أعمالهم القبيحة الأخرى، وتدخلاتهم السافرة في الشأن العراقي، وهو تحصيل حاصل للسلوكيات المنحرفة للمسيرة العدوانية لمملكة الشر، التي كانت قد بدأتها منذ سنوات عبر إرسالها آلاف الانتحاريين والسيارات المفخخة التي حصدت أرواح الآلاف من الشعب العراقي، والتي ما زالت دماؤهم الطاهرة لم تجف ولا زال المشهد الدموي لسياراتهم المفخخة خالداً في ذاكرة العراقيين".

ورئيس تحالف الفتح دان هذه الإساءات المتكررة للمرجعية، وطالب الحكومة وعبر وزارة الخارجية "بموقف رسمي واتخاذ  الإجراءات كافة اللازمة لرد على هذه الإساءة الكبيرة، والتطاول المشين على مقام المرجعية السامي"، داعياً القوى الوطنية والشعبية كافة "لاتخاذ الموقف اللازم تجاه العدوان".

المالكي: الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الكاريكاتور المسيء

وبدوره، قال رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي "إن المرجعية الدينية العليا هي قلعة الأمة في الدفاع عن عقيدتها وحفظ هويتها وصيانة حقوق أبنائها من مختلف المكونات، وكانت على طول مسيرتها المباركة الخيمة التي يستظل بها الجميع في الملمات والمنعطفات، إذ كانت  تقف إلى جانبهم في أحلك الظروف وأصعب المواقف، ولم تفرق بين العراقيين في توجهاتها، بل كانت تشدد على وحدتهم وتدعو إلى إقامة العدل والحق". 

وشدد على أن "المرجعية سر قوة شعبنا وراية وحدته وعنوان فخره وعزته، ويعد التطاول عليها بأي شكل من الأشكال انتهاكاً صارخاً للقيم التي يؤمن بها شعبنا، واستهدافاً لأهم عامل من عوامل وحدته، واستفزازاً لمشاعر الملايين من المسلمين والعراقيين خاصة".
حالة غضب في العراق بعد إساءة صحيفة سعودية للسيد السيستاني
والمالكي لفت إلى أن "إيقاظ الفتنة النائمة وتذكية نيرانها في هذا الظرف الحساس والدقيق الذي يمر به وطننا جراء جائحة كورورنا وغيرها من الأزمات، لهو عمل عدواني مفضوح في وقت كنّا نتطلع إلى أن يكون جيراننا من السباقين للتعاون معنا لعبور هذه المرحلة الحرجة، بدلاً من هذه الإثارات والإساءات التي تشحن النفوس بالبغضاء وتثير مشاعر الغضب والاستياء".  

وأضاف أن "صورة الكاريكاتير المسيئة التي نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط" مؤخراً، تجاوزت كل الخطوط الحمر، واستهانت بهوية العراقيين، ونالت من أهم رموزهم، وأكثرها احتراماً وتقديراً بين مختلف الأطياف والمكونات".

وطالب المالكي الحكومة العراقية اتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية المطلوبة بهذا الصدد عبر القنوات الرسمية والدبلوماسية. 
 
رئيس الوزراء العراقي السابق يدين رسما كاريكاتورياً مسيئاً للمرجعية

وأدان رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي بشدة  قيام صحيفة الشرق الاوسط السعودية بنشر رسم كاريكاتوري مسيء للمرجع الديني الاعلى سماحة اية الله السيد علي السيستاني.

وقال عبد المهدي في بيان له "نرفض بشدة ما نشرته صحيفة الشرق الاوسط امس الجمعة من رسم كاريكاتيري مسيء الى المرجعية الدينية والشعب العراقي كما ان التوضيح الصادر من الجريدة جاء ليؤكد ذات الدوافع الطائفية بالكاريكاتير نفسه، وهذه ليست المرة الأولى التي تتجاوز فيها هذه الصحيفة ووسائل اعلام مماثلة لها على العراق ومقدساته ورموزه".
حالة غضب في العراق بعد إساءة صحيفة سعودية للسيد السيستاني
واضاف : ان مسؤولية هذه الإساءة الخطيرة الى مقام المرجعية الدينية بهذه الطريقة المرفوضة شكلا ومضمونا تتجاوز الصحيفة نفسها ، وان هذا العمل المدان يضيف حلقة جديدة الى مسلسل وضع الحواجز بين العراق وأشقائه وهو عمل لا يصب في مصلحة شعوب ودول المنطقة. ويجب على الحكماء ان يفهموا خطورة هذا المنهج التحريضي الطائفي الذي أثير ضد العراق على مدى سنوات طويلة وانتصر العراق عليه اكثر من مرة ، كان اخرها هزيمة تنظيم داعش الارهابي بفضل فتوى الدفاع الكفائي التي أطلقها المرجع الأعلى سماحة السيد السيستاني دام ظله واستجاب لها العراقيون جميعا فانتصروا بوحدتهم لانفسهم وللمنطقة والعالم. وعلى الصحيفة ومن يقف وراءها -بدل الانشغال بهذه الامور التي تثير الفتنة والكراهية- ان تقوم بدورها -مع الآخرين- لدعم العراق والمساعدة على دعم جهوده لمحاربة داعش وتحقيق الوحدة الوطنية ومحاربة السياسات الطائفية ودعم جهود الإعمار والبناء، وإيقاف التدخلات المتعددة الاطراف الدولية والإقليمية في شؤون بلداننا وشعوبنا وكذلك التواجدات العسكرية المفروضة عليها، واستغلال الثروات الهائلة لمحاربة الفقر والبطالة ووقف الاعتماد على الأجنبي وانتهاكاته المتكررة لسيادة منطقتنا وبلداننا، وايقاف حرب اليمن وايقاف القصف على السعودية او اليمن او اي بلد اخر، ومواجهة صفقة القرن والمشاريع الاسرائيلية والاستعمارية في القدس والجولان ولبنان والأردن وسيناء ولضم المزيد من أراضي الضفة والغور واقرار الحقوق الفلسطينية العادلة، وإيقاف الاعدامات والاغتيالات الظالمة في دولنا العربية والإسلامية او غيرها، والسعي لاحلال السلام في سوريا وليبيا وحل الخلافات بالتفاوض والطرق السلمية، والتعاون ضد العقوبات المباشرة وغير المباشرة ومن اي طرف كان على دولنا وشعوبنا، وبذل الجهود لوقف تدهور العلاقات مع تركيا وايران وقطر وغيرهم، والوقوف مع مصر والسودان وإثيوبيا لايجاد حل لمسألة مياه النيل، وأخيرا وليس آخرا التعاون لمواجهة جائحة كورونا وإيقاف مسلسل الموت. هذا بعض ما تستطيع الصحيفة ومن يقف وراءها عمله فتحاسب نفسها اولا ليتسنى لها ولغيرها محاسبة الآخرين. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

وكانت صحيفة الشرق الأوسط السعودية نشرت كاريكاتوراً مسيئاً للمرجع السيد السيستاني أثار غضب العراقيين. ونشرت الصحيفة فيما بعد توضيحاً وقالت "عمدت بعض المواقع الإعلامية في العراق إلى إعطاء الرسم الكاريكاتوري الذي ظهر في عدد اليوم (الجمعة) من "الشرق الأوسط"، أبعاداً لا يتضمنها ونيات لا وجود لها".

وأضافت أن "الشرق الأوسط" "التي تلتزم القواعد المهنية في تعاملها مع الدول والأشخاص والمرجعيات، تؤكد أن الرسم لم يقصد به على الإطلاق الإشارة إلى شخص آية الله علي السيستاني، وهو محل احترام وتقدير، ولم يستهدف الإساءة من قريب أو من بعيد إليه أو إلى شخص أو هيئة عراقية، بل قصدت به الإشارة إلى التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي".

المصدر: وكالات
captcha