باحثة قرآنیة: للقرآن دور فعّال في تغيير بنية خطاب الشعوب
وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) أنه نشرت رئیسة مؤسسة "الهدی" الثقافیة والقرآنیة بالعاصممة الماليزية کوالالمبور، "زهراء کدخدا مزرجی"، مقالة حول القرآن ومكانته في العالم تحت عنوان "القرآن ودوره في حیاة شعوب العالم / تأثیرات القرآن الکریم علی اللغة اليومية للناس".
وأكدت هذه الباحثة القرآنية في هذه المقالة أن "التأثیر الذی ترکه القرآن الکریم في تغییر خطاب الشعوب لانجده إلا بقدر ضئیل في الثورات والحرکات الفکریة والثقافیة التی یشهدها العالم.
وجاء في هذه المقالة: "نعیش في فترة لایهتمّ المسلمون کثیراً بالقیم القرآنیة التی تفیدهم في الحیاة الفردیة والإجتماعیة، وقدحلّت القیم الغربیة، والترف، والنزعة الإستهلاکیة مکان القیم القرآنیة والروحانیة.
ربما العدید منا قدنسینا أن القرآن الکریم أوجدت في عصر النبی(ص) ثورة ثقافیة في الحیاة الفردیة والإجتماعیة للناس لم تشهد مثلها العصور السابقة والتالیة، وکذلك تطورات ثقافیة وروحانیة شملت کافة الشعوب من مختلف الدول، والقومیات، والألوان.
والتأثیر الذی ترکه القرآن الکریم في تغییر خطاب الشعوب لانجده إلا بقدر ضئیل في الثورات والحرکات الفکریة والثقافیة التی یشهدها العالم. وهذا التأثیر الهائل لم یقتصر علی الأفکار والعقائد بل إتسع حتی شمل اللغات واللهجات.
لو نظرنا في تاریخ وثقافة الدول التی تعرف الیوم بالدول العربیة لرأینا أن العدید من سکان هذه الدول في العصور القدیمة کانوا یتکلمون بلغات غیر عربیة، إلا أنهم الیوم وبفضل القرآن الکریم یتکلمون بلغة موحدة وهي لغة القرآن.
ونظراً لما مرّ فهل إستطاعت الکتب الأخلاقیة، والفلسفیة، والدینیة، والإجتماعیة، والثقافیة الصادرة في طیلة التاریخ أن توجد مثل هذا التطور الذی أوجده القرآن الکریم في هیکلیة اللغة لشعب ما؟ ویجب علی المسلمین الإستفادة الأمثل من القدرات القرآنیة لتحسین حیاتهم الفردیة والإجتماعیة.
ولو أدرك الناس قدرة القرآن فی إیجاد التطورات الثقافیة والإجتماعیة لم یعد یلجأوا إلی الثقافات الغربیة، ولم یتوقعوا منها إیجاد التطور فی المجالات الثقافیة والإجتماعیة والأخلاقیة."
