ایکنا

IQNA

أكاديمي مصري يوضح أسباب رفض تفسير القرآن باللغة السريانية

13:25 - July 29, 2017
رمز الخبر: 3465339
القاهرة ـ إکنا: قال الدكتور محمد محمد داود، أستاذ علم اللغة بجامعة "قناة السويس" المصریة، إنه شاع على مواقع التواصل الاجتماعي، مسألة تفسير القرآن بالسريانية، وحولها حدث جدل وخلط؛ لذا وجب البيان العلمي لحقيقة المسألة.
أكاديمي مصري يوضح أسباب رفض تفسير القرآن باللغة السريانية
وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، أكد «داود» لـ«صدى البلد»، أنه لا إنكار لوجود علاقة بين اللغة العربية وأخواتها من اللغات في الفرع «السامي» ضمن أسرة اللغات الأفروآسيوية، كما أؤكد أن باب الاجتهاد لم يُغلق في التعرف على دلالات آيات القرآن الكريم، مضيفاً: لكن الذي نوجه إليه الانتباه هو أن القرآن وضع حدًّا ضابطًا ينبغي ألا تخرج عنه الاجتهادات في معاني القرآن، وهو قوله تعالى: «بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ» (الشعراء: 195).

وأوضح الداعية الإسلامي، إلى أنه يعود منشأ القضية «تفسير القرآن الكريم بالسريانية» إلى سنة 2000م؛ حيث صدر كتاب: «قراءة آرامية سريانية للقرآن» لكاتب ألماني اسمه: كريستوف لوكسمبرج، واحتفى الإعلام الألماني بالكتاب ودار حول الكتاب جملة من الندوات.

وبيّن أن فكرة الكتاب تدور حول أن القرآن نص آرامي سرياني عُرِّبَت بعض ألفاظه، واعتمد الكاتب على تشابهات لفظية بين كلمات قرآنية ومقابلات لها سريانية.

ونبه على أنه فكرة الكتاب لم تلقَ قبولاً عند كثير من المستشرقين والمستعربين من غير المسلمين، وبخاصة علماء اللغات في الدراسات المقارنة التي تهدف إلى تأصيل اللغة الأقدم والأصل؛ حيث تؤكد الدراسات اللغوية المقارنة الحديثة على أن العربية هي أصل لجميع اللغات السامية، ونقل قول العالم: «فرانسوا دي بلو» منتقداً هذا الكتاب: «هذا العمل بريء من أي فهم حقيقي لمنهجية اللسانيات السامية المقارنة».

وتابع: ينبغي أن نبين أن الاعتماد على التشابه بين الكلمات، يقود إلى كل اللغات حتى من خارج الأسرة اللغوية التي تنتمي إليها العربية، مثل الإنجليزية، والفرعونية، لذا ألف بعضهم؛ يؤصل ويفسر فواتح السور بالتفسير الفرعوني وغيره.

وألمح الدكتور محمد دواد، إلى أن الانسياق ـ مندفعين بالعاطفة ـ وراء هذا التيار يخرج القرآن عن حقيقة معناه التي نزل بها «بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ» «الشعراء: 195).

واستطرد: ولقد لجأ (بالفعل) هؤلاء المغرَمون بهذا الاتجاه إلى تفسير كثير من كلمات القرآن بالمعنى السرياني؛ مثل حور عين وغيرها وتفسيرها بدلالات غير عربية، وفي هذا تفريغ للقرآن من دلالاته الحقيقية، وكما أن لفظ القرآن لا يترجم فكذلك تفسيره وقْف على قواعد اللسان الذي نزل به، وأؤكد أن ما عليه أهل العلم في اللغات كلها: أن لكل لغة نظامها الصوتي والصرفي والنحوي والدلالي الذي يخصها.

واختتم: كما ينبغي البيان بأن الألفاظ ذات الأصول الأعجمية التي وردت في القرآن الكريم؛ مثل سندس واستبرق، عُرِّبت أولاً، ودارت على ألسنة العرب، وصارت جزءًا من النسيج اللغوي للغة العربية قبل نزول القرآن الكريم ، وهذا لا ينطبق على اتجاه تفسير فواتح السور وكلمات القرآن بالسريانية.

المصدر: صدى البلد

captcha