ایکنا

IQNA

كفيفة فلسطينية حفظت القرآن كاملاً بعد 7 أعوام على ميلادها

14:25 - January 05, 2019
رمز الخبر: 3471275
القدس المحتلة ـ إکنا: تمكنت الطفلة الفلسطينية الكفيفة "سجي" من حفظ القرآن الكريم كاملاً بعد 7 أعوام على ميلادها.

سجى نجت من وأفادت وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة(إکنا)؛ "اللهم بصِّرهَا وعلمها وأعني على تعليمها" بهذه الكلمات دعا "سعيد خلة" ربه بعد أن منَّ عليه بطفلة أسماها "سجى" ولدت كفيفة، ويبدو أن القدر استجاب لدعائه، فمكّن الطفلة من حفظ القرآن كاملًا بعد 7 أعوام على ميلادها.

 

وبقدر ما كان والدا الطفلة خائفين على ابنتهما ومستقبلها باتا فخورين بها ويعدنها طفلتهما المدللة من بين ثلاث بنات وابن واحد، لا يشوبهم أي عيب خلقي.

 

لقد بذل والدها ما بوسعه لتحفيظها القرآن، لكن تفاصيل ما حدث لسجى حين كانت جنينًا في بطن أمها ما زالت حية في ذاكرته، ولم يمح مرور الأيام رسومها بعد.

 

في إحدى ليالي العدوان العسكري الإسرائيلي نهاية 2008م ومطلع 2009م كاد خلة يفقد عائلته بفعل القصف العنيف، واستخدام جيش الاحتلال قنابل "الفسفور الأبيض" المحرم دوليًّا.

 

ويقول: "إن جيش الاحتلال كثف استهداف المنطقة التي أسكن فيها، ولهذا غادرت بيتي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، هربًا من هول القصف، ومعي أبنائي، وزوجتي وهي تحمل ببطنها سجى في شهرها الأول". "كان يفترض أن تعيش زوجتي في ظروف نفسية أفضل وجنينها كذلك، لكننا جميعًا عشنا في أوضاع في غاية القسوة".

 

"لقد عبأ الفسفور أجواء البلدة، واشتم الجميع رائحة دخانه الكريهة، وأصاب سكانها بالاختناق والحروق الشديدة" يضيف خلة لـ"فلسطين" مسترجعًا ذكريات تلك الأيام. آنئذ؛ نزحت العائلة بعيدًا عن المنطقة التي تسكن فيها حتى وضعت الحرب أوزارها بعد 23 يومًا بالتمام والكمال، وانتهت، غير أن آثار الفسفور لمّا تنتهِ.

 

في منطقة سكن خلة وعائلته لم تكن الأجواء مناسبة للعيش هناك، بفعل التلوث الكبير الذي تركته قنابل الفسفور الأبيض، خاصة زوجته التي لم يكن أمامها إلا الاستقرار في بيتها. بمرور الأيام جاء المخاض الأم، فأنجبت طفلتها سجى، وكان المفاجأة أنها ولدت كفيفة.

 

ويقول خلة: "أعتقد أن السبب الرئيس في ذلك الأسلحة المحرمة دوليًّا، التي استخدمها جيش الاحتلال، وأصابت أضرارها زوجتي وهي تحمل سجى في بطنها".

 

وتقر مؤسسات تنشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، ولجان تحقيق دولية بأن جيش الاحتلال خالف كل الأعراف والقوانين في استهداف المدنيين بأسلحة محرمة، مثل الفسفور الأبيض.

 

لكن والدها شكر الله كثيرًا، ورضي بما وهبه بعدما جاءت الدنيا إثر عملية قيصرية، ولم يستحضر لحظتها إلا قول الله (عز وجل): "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ"، وبدأت الطفلة الكفيفة تكبر، ولاحظ عليها والدها ما لم يلحظه على طفل من قبل؛ فهي قد بدأت تتكلم في سن مبكرة، وظهرت عليها علامات أخرى تفوق سنها.

 

وعندما بلغت من عمرها 4 سنوات بدأ والد سجى يحفظها القرآن، ولاحظ مدى حبها وتعلقها به، فكانت تحفظ يوميًّا سطرًا واحدًا من كتاب الله، وفي اليوم التالي كان يراجع معها ما حفظته، ويعلمها سطرًا جديدًا، حتى إنها بمرور الشهور والسنوات أصبحت الكفيفة قادرة على حفظ صفحة كاملة في اليوم الواحد، وخلال ستة أشهر حفظت سورتي الكهف والبقرة.

 

واستطاعت حفظ ألفية ابن مالك، ومعها إجازة من مصر بالألفية، بحسب تأكيد والدها، وعندما بلغت 7 أعوام من عمرها أتمت حفظ القرآن، كما يقول والدها، وهذا ما يجعلها مميزة بين شقيقتيها وشقيقها، ويتمنيان لها أن يأخذ الله بيدها، وأن ينفع بها الإسلام والمسلمين.

 

ويقول: "إننا نعد سجى شرفًا وعزة وفخرًا لنا، ولا يتعامل معها أحد على أنها كفيفة، وقد ألفت الأطفال واللعب معهم، وألفوها كذلك".

المصدر: felesteen.ps

captcha